للموتى رنين بالذاكرة ، يصدح عند
تذكر أسمائهم نستشعرهم بحواسنا نكاد نبصرهم في كل الأماكن...
كثير من الرجال يولدون، ويدبون على هذه
الأرض كدبيب النمل، ويمرون على هذه الحياة كلمح البصر، ويسيرون بين أمواج البشر،
وهم الأغلبية الساحقة ، ولكنهم القليلون الذين يتركون أثرا، ويشقون طريقا، وينحتون
مجدا، ويصنعون تاريخاً، وتبقى ذكراهم مخلدة على مر التاريخ، هم صناع التاريخ
ورموزه، وهم عباقرة الأرض، قدموا لدينهم و دنياهم ، وأعطوا بلا بخل ما ملكوا ، ومن
العلم ما يضيء طريق الحياة والمجد والمستقبل لكل الناس و من أخلاق ومبادئ،
استكمالا لما جاء به الدين الإسلامي.
رحم الله إبتسامة لا تنسى وملامح لا
تغيب عن البال وحديث إشتقنا لسماعه .
ووفاء لذكرى لا تغيب إخترنا لكم هذه
النبذة عن حياة الفقيد الحاج العروسي.
هو: الحاج الفقيه العروسي بن محمود
بن مبارك بن أحمد الأساوي من مواليد 1374 هجرية الموافق ل1954 م ولد بقصر أسا ، وهو
الإبن الثالث لأبويه والإبن الأكبر بين إخوته السبعة ، متزوج و أب لتسعة أبناء سبع
أولاد و بنتان ، تلقى تعليمه الأولي بالمدرسة العتيقة بمسجد بني مليل درس القرآن
في صغره على يد الشيخ الحسين بوليد الراجي التغجيجتي إمام ومدرس بمسجد بني مليل .
تلقى أصول علم
الفقه والأمهات على يد الشيخ نفسه إضافة إلى ثلة من الفقهاء ملازمي القصر ، نذكر
من بينهم الشيخ سيدي مولود المرابطي والشيخ سيدي عمار أهراس والشيخ الحاج الطاهر
أبومدين .
حاصل على شهادة ابتدائية ( 05 ابتدائي )
بمدرسة أسا سنة 1964 .
شارط بمسجد
الزاك في الفترة الممتدة ما بين سنة 1971 إلى غاية سنة 1974 إماما ومدرسا للقران
الكريم وفي سنة 1975 شارط بمسجد سيدي عيسى بن صالح بقصر أسا التابع لقبيلة بني
أنجيت إماما ومدرسا للقران الكريم ، قضى فيها خمس سنوات من العمل الجاد في سبيل
إعلاء كلمة الله وتحفيظ وتدريس القران الكريم وأحكامه.
وفي
مطلع سنة 1980 إنتقل إلى مسجد إداومليل الكائن وسط مدينة أسا حيث كان رحمة الله
عليه إماما وخطيب مسجد إداومليل ، مكلف بالوعظ والإرشاد داخل مساجد المدينة بترخيص
من وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية ، وعضو المجلس العلمي المحلي بكلميم ، إلى
جانب تدريس وتحفيظ القران الكريم وأحكامه للطلبة ، وقد كان يحث تلاميذه على
الإجتهاد في التحصيل العلمي وتنمية الشعور الديني المبني على التسامح وفعل
الخير، وقد تخرج على يده ثلة من الطلبة الحاملين لكتاب الله .
قضى رحمة الله عليه
مدة زمنية بهذا المسجد إستغرقت ستة وعشرين سنة كلها عطاء في سبيل العلم ونشر الدين
وإرشاد الناس وأداء الصلوات وإصلاح ذات البين وقد كرس كل حياته في سبيل الدين
ونشره معتمدا في قوته على مصدري التشريع الهامين الكتاب والسنة ، وإتاحة الناس
فرصة إستيعاب آيات من القران الكريم و أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، كما كان
رحمة الله عليه يرعى جهد المستطاع الإقتراب في التحليل من حيث خطبه المنبرية من
واقع الحياة في الموضوعات المندرجة ضمن قسم الأخلاق والاعتماد على أصح الكتب
المالكية في باب العبادات ، ومذاهب أهل السنة في باب العقائد .
كانت
له عدة ملتقيات وندوات ودورات تكوينية مؤطرة من طرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية
والمجالس العلمية تخص المنبرية والوعظ والإرشاد ومختلف أصول الدين بمختلف جهات
المملكة .
توفي رحمه الله يوم الاثنين 21 رجب لعام 1426 هجرية الموافق 29 غشت
سنة 2005 عن سن يناهز 51 سنة، تغمد الله الفقيد بواسع رحمته ورضوانه و إنا لله
وإنا اليه راجعـــــــــــون
إرسال تعليق