استطاعت شعبة
الطبونيميا المتفرعة عن علم تأصيل المفردات اللغويةأن تتبوأ مكانة ضمن العلوم المتميزة
والرفيعة في البلدان المتقدمة. لكن بالمقابل؛ ماتزال هذه الشعبة تبحث لها عن موطيء
قدم في بعض البلدان التي لم تَسْتَكْنهْ أهميتها حتى بعد أن تحولت إلى علم قائم
الذات.
يُعْرَفُ هذا العلم في الدراسات العربية
باسم "الطوبونيمياla Toponymie " ويندرج -بالمعنى الذي حددناه آنفا- ضمن علم "الأنوماستيكL'onomastique"، ومن التعاريف الأولية التي أعطيت للأماكنية أنها مركبة من "Topos" التي تعني
المكانوOnuma"" أي الإسم.
في ظل نذرة المصادر؛ يتوسل البحث العلمي في
مختلف روافده بالطبونيميا من خلال الاعتماد على الخريطة التي تعد من المصادر
المهمة في ضبط صور الأماكن والتعرف على موقعها، بالموازاة مع ذلك يتم اعتماد
الرواية الشفوية لفهم تصور الساكنة للاسم المكان بوصفه مرآة تعكس ثقافتها
واهتماماتها.
يطرح توظيف الرواية الشفوية في الكتابة
الأكاديمية صعوبات منهجية على مستوى الرواة؛ إذ غالبا ما يفتقد السواد الأعظم منهم
لثقافة علمية. في آن الوقت لا محيد عن اعتمادها بفرض قواعد التمحيص والمقارنة،
للحصول على معلومات تساهم في إثراء البحث الأماكني.
إلى جانب الخرائط والرواية الشفوية يتم
اعتماد الصور الفوتوغرافية، وهي من المصادر الأساسية لبحث الطوبونيميا، وتمكن الصورة
من التدقيق في جغرافية المكان، وقد تغني عن الزيارة الميدانية في بعض الأحيان.
من أجل الغوص في دراسة المجال الجغرافي لآسا عمدنا إلى
تقسيم أسماء الأماكن إلى مجموعة من الحقول منها:
حقل
مجاميعالمياه ومنابعها: أغرابو - إكي لعين - إكيأومدر - أمدا نوعرابن - أمدا
نتيلاس - تامدا ايزنكاض - تاروراست - تالعنين -تالعينت نطالب - تكردات - تمكراضنووشن - لعين
أوفضنا...
حقل الساحات: أغرومإيكيوارن-
أكلكال- إمي نسموكل- إمي نصندرت- تشرافين... إلى غير ذلك من الحقول الدلالية مثل
حقل المدافن والمزارات، وحقل الفجاج والمرتفعات والمنبسط اتوالحقول.
رغم أن
توظيفه بات ملحا في ظل غياب ما يشفي الغليل من المصادر العلمية؛ بات هذا
الإرث الطبونيمي منسيا ومغيبا من قبل الباحثين والمهتمين بتاريخ المنطقة إلا فيما
نذر، بهذا يكونهذا الميدان مدعاة إلى التعاون الوثيق بين المهتمين والمختصين في مختلف
الميادين ما يؤهل الدراسة إلى الاتسام بالعلمية والموضوعية والارتقاء بها بعيدا عن الأيديولوجة المسبقة،
ويتضح من خلال التأمل الأولي أن أما كنية آسا هيمن عليها المعجم الأمازيغي، ما يؤكد
خاصية مقاومة الأعلام المكانية للتغيير، إذ أنه بالرغم من التغيرات السكانية
والثقافية واللغوية التي شهدها المجال فإن أثرها على الطبونيميا كاد يكون منعدما.
يتبع..
إرسال تعليق