بقلم: سعيد عدي
بعد مسار حافل بالعطاء، وعن سن جاوز 82 سنة؛ انتقل إلى دار
البقاء قيدوم الإعلاميين المغاربة الصحفي خالد مشبال بمنزله في طنجة خلال الساعات الأولى
من صباح اليوم السبت 19 غشت 2017م.
يعد الراحل المزداد في تطوان والأب لأربعة أبناء؛ أحد أبرز
الوجوه في تاريخ الصحافة بالمغرب، وأبرز رواد الصحافة السمعية والمكتوبة. حمل على عاتقه نشر ثقافة القراءة في المجتمع المغربي، وتوج مساره بالانتصار
لهذه الفكرة بعدا أن أسس سلسلة "شراع" تحت شعار "من أجل مجتمع مغربي
قارئ"، وحصد لقب الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة سنة 2005م عن تأسيسه لجريدة
"الشمال"، وحصل على وسام ملكي من الدرجة الرفيعة في السنة ذاتها.
التحق
مشبال بإذاعة طنجة سنة 1958 ليتحول إلى مناضل عبر الميكروفون، وتولى إدارتها من سنة
1984م إلى حدود سنة 1995م وتعرض لضغوط كانت وراء إحالته على التقاعد.
يعد الراحل
من كبار الإعلاميين اللذين زاروا قصر آسا سنة 1993م؛ كان ذلك بمعية زوجته الإعلامية
أمينة السوسي وطاقم الإذاعة لتغطية أول نشاط ثقافي من تنظيم فعاليات المجتمع المدني
تجلى في معرض التراث والعادات والتقاليد المحلية.
وصرح
في لقاء له على برنامج مسار الذي تبثه القناة المغربية الثانية ويقدمه الإعلامي عتيق
بن الشيكر أن مهمته بآسا كانت أهم ما طبع حياته خلال التسعينات، واعتبر زيارة آسا في
تلك المرحلة مغامرة حقيقية انضافت إلى سلسلة مغامراته المهنية، وهي بمثابة
واجب وطني.
لقي
الإعلاميان ترحيبا وتجاوبا منقطع النظير، وسجلا ألبومات تراثية محلية من أبرزها أغنية
"ليداعة ن-طنجة توشكاد س-دارنغ" وأهازيج فلكلورية تراثية هي الآن من محفوظات
الإذاعة.
بدأ مشبال مشوار حياته المليء
بالمغامرات منذ طفولته مشيا على الأقدام لمدة ثلاثة أشهر إلى أرض الكنانة، متلهفا إلى
وشم تاريخ لمساره المهني معبرا عن هموم المستضعفين في الأرض. التحق بالصحافة في مصر، واشتغل
مع كبار الإعلاميين في عدد من المجلات والصحف المصرية التي أصبح فيها محررا مثل جرائد
"الشعب" و"الأهرام"، وجريدة "صباح الخير". التحق بعد عودته للمغرب بجريدة
"منبر الشعب" التي كان يصدرها الشيخ المكي الناصري. ليلتحق بعدها بإذاعة راديو إفريقيا
كمديع ومنتج، ومنها كان يبث مسلسله الإذاعي"القايدة
طامو" الموشوم في ذاكرة المغاربة.
تمكن مشبال بمعية زوجته أمينة
السوسي من استقطاب قاعدة عريضة من المستمعين، وإشاعة قيم التعاضد والتكافل الأجتماعييين
وقيم تامغرابيت الحقة مع "برنامج لا أنام"،
كان آخر أنشطة الراحل تأسيس
"المنظمة المغربية للإعلام الجديد" سنة 2014م، تغمد الله الفقيد بواسع رحمته
وألهم ذويه الصبر والسلوان.
إرسال تعليق