GuidePedia

0
بمجرد انتهائي من قراءة رائعة دوستويفسكي الخالدة – الجريمة والعقاب – بدأت في تلخيص الأفكار والأطروحات الفلسفية التي ناقشتها الرواية، لكن قبل أن أعرض جزءًا من هذه الأفكار التي بلا شك قد قتلت بحثاً ونقاشاً وأهمها فكرة البطل التي تدور حولها الرواية. أود أن أشارككم سؤالاً قد طرحته كثيراً على نفسي، من المعروف أن الكثيرين قد يصلون لدرجة ما من التقمص في القصة التي يقرءونها؛ فيرى القارئ نفسه نظيراً للبطل، فيفرح لفرحه ويحزن ويتألم لحزِنه وألمه، لكن هل تصل درجة التقمص إلى انتقال عدوى من بطل الرواية إلى القارئ؟!
لست بمعرض عن تقييم هذا العمل الملهم في تاريخ الأدب العالمي، لذلك اسمحوا لي بدلاً من عبارات الإطراء والمديح التي تتذيل دائمًا كل قراءة لرواية مهمة أن أستعيض بها هذا الاقتباس الأخير الذي توقفت عنده كثيراً، ورأيت فيه ما يحدث في عالمنا المعاصر.
يقول دوستويفسكي على لسان راسكولينكوف «ليهرق كل الناس ما شاءوا من الدم. إن ما سال منه وما سيسيل جازفاً على الأرض، يهرق كما تسفح الشامبانيا. ومن أجله يتوجون في الكابيتول، ويرفعون إلى مصاف المحسنين للإنسانية» (ج3 ص 881).
هذا الإسقاط الرائع الذي أراد به دوستويفسكي أن يصفع ضمير العالم حينها ليفيق من ذلك السبات العميق – الذي ما زال مستمراً إلى الآن مع الأسف – هذا السبات الذي جعلهم يبررون الجرائم طالما من يرتكبونها يتشدقون بالصالح العام، فكم من قائد سفك الدماء ونحتت له التماثيل ووضعت على رأسه أكاليل الغار. لكن سيظل العار والشنار يطارد هؤلاء الذين يرون البشر حشرات لا قيمة لهم وأنهم فقط الأسياد. سيأتي اليوم الذي يدفعون فيه ثمن ما اقترفته أيديهم، سينالون حتمًا العقاب حتى إذا افتقدوا لضمير يؤرقهم كضمير راسكولينكوف.
لتحميل الرواية إضغط
هنا
 منتدى قصر أسا


إرسال تعليق

 
Top