عبد العزيز عنزاوي
إن المتتبع للشأن المحلي بأسا في شقه المتعلق بالفلاحة كرافد من روافد التنمية بإقليم أسا-الزاك؛ ليلحظ بلحظ العين حجم الاهمال الشديد الذي تعيشه واحة أسا التي شكلت يوما ما قلب المنطقة النابض وشريان الحياة بها. آثار الحرائق في كل الأرجاء كأنما حربا وضعت للتو أوزارها!
بعد مضي عام كامل على الحريق الذي التهم ثلث واحة أسا؛ يتساءل كثيرون مثلما تساءلت بصفة فلاحا: لماذا تجاهلتنا وزارة الفلاحة؟ ولماذا تنكر لنا منتخبونا وخيبوا أمالنا في مطالبة الجهات الوصية بتعويض المتضررين جراء الحرائق؟ على غرار مافعله منتخوا جماعتي فم الحصن وتمنارت. خاصة أن كارثة الحريق وقعت قبيل موسم جني التمور مما كبد الفلاحين خسائرة كبيرة بل هناك من تضرر بشكل كلي!
ماذا كانت ستخسره هذه المجالس المنتخبة لو أنها بادرت إلى إقامة نظام للحراسة ونظام للمطافيء والإنارة بالواحة؟ وماهو موقف السلطة المحلية من وجود نقطة مظلمة مبهمة وغير محروسة في قلب الإقليم تتوالى عليها الحرائق وتحفها النفايات اسمها واحة أسا؟
أوجه تساؤلاتي الى السلطات المحلية سواء المنتخبة منها أو المعينة على حد سواء.
إنه لمن العار والحيف عدم اكتراث السلطات المحلية بما يقع من تخريب وإهمال للواحة. ومن الظلم غض الطرف عن معاناة الفلاحين ومُلاك الواحة بهذا الإقليم، ومن الغريب أن تنهج المديرية الإقليمية للفلاحة سياسة غظ الطرف؛ في الوقت الذي يعاني فيه الفلاح في صمت باحثا عن حلول ذاتية بعد اجتفاف عيون السقي والتراجع كبير في صبيبها؛ الأمر الذي أرغم عددا من الفلاحين البسطاء على اقتناء محركات لضخ المياه الى قنوات السقي لتعويض النقص الكبير في الصبيب. هنا نتساءل عن سبب عدم تدخل الادارة الوصية على القطاع الفلاحي بالاقليم لايجاد حل لهذا المشكل ووضع حد لمعاناة الفلاح بالمنطقة؟ لماذا هذه الازدواجية الممنهجة في التعامل مع الفلاح والواحة والتي تكون جلية من خلال تسويق الوهم في الصفقات العمومية التي تستهدف الواحة (تنقية الواحة /إصلاح قنوات الري...)؟
لا ننكر استفادة بعض الفلاحين من عدة عمليات لتوزيع فسائل النخيل العادية كنوع من ذر الرماد في العيون اننا طالبنا مرار وتكرارا على ضرورة جلب فسائل النخيل من نوع "المجهول" إن كانت هناك فعلا نية صادقة من طرف المسؤولين للرفع من دخل الفلاح وتحسين المردودية والنوعية في الإنتاج .
ومن هذا المنبر وانطلاقا من قناعتي بضرورة انصاف الفلاح أجدد دعوتي ومطالبتي للجهات المسؤولة العمل بجدية على تعويض كل الفلاحين المتضررين من الحرائق المتتالية على واحة اسا.
العمل على إشراك الفلاح والأخذ برأيه ومشورته قبل الشروع في أي عملية تستهدف الواحة .
ودعوتي لكافة الفلاحين للوقوف وقفة رجل واحد للتصدي لكل من سولت له نفسه العبث والاسترزاق بهذا الإرث الطبيعي، عبر الندوات والمحاضرات الجوفاء التي دأبت على إقامتها المراكز البحثية والجمعيات التي جعلت من الواحة مادتها لتحصيل دعم جهات حكومية داخل الإقليم وخارجه على حساب معاناة الفلاح المحلي.
إرسال تعليق